( كي نكون كل الحب)
لو أنَّ حُبَّك كانْ في القلبِ عاديَّا لمَلَلْتُهُ مِن كَثرةِ التَّكرار، لكن أجملَ ما رأيتُ بِحبِّنا هذا الجنونُ وكثرة الأخطار، حينما يُغرِّدُ في وَداع طِفلةٍ صغيرةٍ، حينما نراهُ كـمارِدٍ جبَّارْ، لا يَستريحُ ولا يُريحُ، فـدائمًا شمسٌ تلوحُ وخَلفَها أمطارْ، حينما يجيءُ مُدمِّرًا فَيضانُهُ، ويجيءُ مُنحسِرًا بِلا أعذارْ، حينها لا تتعجبي!، هذا التَّقلُّبُ مِن صَميم طِباعِهِ، إنَّ الجنونَ طبيعةُ الأنهار، ما دمت قد أحببتِ يا مَحبوبتي؛ فتَعلَّمي أن تلعبي بالنار، فالحبُّ أحيانًا يُطيلُ حياتَنا، ونراهُ أحياناً يُقصِّر الأعمار.
حبيبتي لديَّ الكثير لأقولَهُ، لديَّ الكثيرْ؛ ولكن من أينَ يا ثمينتي أَبدأ، و كلُّ ما فيكِ أمير؛ أميلُ إليكِ يا أنتِ، يا جاعلةً أَحْرُفي ممّا بها شَرَانِقاً للحرير، هذه أغانيَّ، و ذاك أنا، حين يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغير، غدًا إذا تصفحت في أوراقهِ، و أشتاقُ إليكِ ك مصباحا يريدُ أن يضيء الخرير، واخْضَوْضَرَتْ فتيلتهُ من شوقها أحرُفًا، و أوشكتْ فواصِلُها أن تطيرْ؛
فلا تقولي: يا لِهذا الفتى!، حَدَّثَ العالم عني حتى أصبحتُ شمسًا تُنير، حتى أنا تسيرُ بِي الدنيا إذْ ما أسيرْ، و قالَ ما قال، فلا نجمةً إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ، غداً يراني الناسُ في شِعْرِهِ مِلءً نَبيذِيّاً و شِعْراً قَصير، دعي كلام الناسِ في زاويةً، لَنْ تُصْبِحِي كَبيرَةً إلاّ بِحُبِّي الكبير، ماذا تصيرُ الأرض لو لم نكنْ؟، ولو لَمْ تكنْ عَيناكِ ماذا تصير؟ .
آية مُصيلحي محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق